Tuesday, January 22, 2008

غزة.... اسفة

اليوم يا غزة
انه اليوم الذى يظهر به معدن من يحبك
انه الاختبار
و من قبل ان اخوضه
اريد يا غزة ان اقول
أسفة
اسفه لخذلانى لك
اسفة لعدم ايمانى بنفسى
اسفة لوضع ليس لى فيه خيار
اسفة لكونى متخاذلة
اما بعد
............
تنحدرين يا غزة الى مشارف الموت
الموت يحيطك من كل جانب
و الاوغاد و المتخاذلين
و انا منهم
فهل تستسلمين يا غزة
............
فما بك من ضعف , يجعلك قوية فى عينى
فانت انت البطل
و لست انا
انت من تصمدين فى وجة الموت
و انا مترفة فى حضن الحياة
انت من تقاتلين فى الظلام
و انا تائهة فى نهار الله
انت من تؤمنين بالعدل بقلبك
و انا اراه, و مازلت اريد البرهان
انت من تقطعك الفرقة, ولازلت مترابطة
و انا التى تمزقنى نفسى
............
ليتنى يا غزة مثلك
فمع ضعفك و فقرك و تقطعك
لازلت اجمل المدن فى عينى
و مازال دمارك اقوى من امنى
............
فان الامان فى القلب و ليس فى وجود الحرس
ان الثقة تأتى من اليقين بالله
و ليس من الاخرين
ان الحب لا يشترى, ولكنه يتفجر من ينبوع الروح
التى هى من نفس الله
............
منذ سنوات كتبت دفاعا عنك
كفى... كفى كذبا و خداعا
كفى... جبروتا و احتلالا
منذ سنوات كنت اشعر داخلى القوة لقول كفى ولا
كان داخلى حلم اليقين, ان صلاتى لن تكون الا بك
ان عائلتى لن تبقى سوى اهلك
............
و لكنى اليوم يا غزة
لا اجد داخلى القوة
حتى لقول نعم
لا اجد الروح التى دوما كانت داخلى
لا اجد سوى نفس مكسورة, حزينة
لا جدوى منها, حتى لأنقاذ نفسها
............
اسفة يا غزة
لأنى ادير ظهرى لك
لغلق اذانى عن كل اخبارك
لكونى لا ارغب فى سماع المزيد عن الامك
فأنه يؤلمنى... حقا يؤلمنى
اشعر بقلبى يعتصر
كلما سمعت عنك نبأ
فانه لا على المريض حرج
و قلبى بك مريض
............
اسفة يا غزة
لأنى لا اقوى على مساعدتك
ولا على الوقوف وراء حقوقك
و لكنى بالعكس
راغبه منك ان تنقذينى
............
اسفة لكونى ضعيفة ... هشة
بلا ارادة ولا روح
............
و انت يا غزة
لك الله, و من هم روحهم سليمة
لا يزال يدب فى قلبهم الحياة
اما انا فخيارى
الحياة و سحب الاعتذار
او الموت بقلب مريض و رغبة فى غسل مساجدك بدموعى