Thursday, August 29, 2013

دمعة مستقرة -2-

كانت نوبية جميلة تعيش فى بلاد الذهب ... وبعد فناء الذهب وغرق البلاد, تزوجت من شاب أسمر جميل مهاجر لمدينة الزحام.

رحلت من براج النيل لعتمه غرفة حالكه تحت بئر سلم لعمارة ظلت تغسل درجاتها حتى خانها الزمن. مرت الحياة هادئه غير هانئه حتى اضاف الطفل الرضيع بعض البهاء على الحياة, واضاف لقب عزيز عليها لم يفارقها حتى الان.

******

"أم محمد" ... عاشت حياة ثابته نبضاتها حتى سكت نبض شريك الحياة ليضطرب العالم حولها, يتركها العائل وحيدة بطفل وحيد فى بلاد الوحدة. ورغم كل شئ أستمرت الحياة رغم حزن الفقد وفقد السند, كافحت هى من اجله هو ... الصغير قرة العين ... كبر الصغير وتهيأت لتسلمه الرايه, ورغم تمنيه لتغير مصير محتوم, الا انه عناء الأب منعه من مجرد المقاومة لذكر حلمه بأن يستكمل تعليمه الجامعي.

ولكن القدر لم يمهله من الوقت الكثير للحلم, أو حتى ان يصير عون امه الحقيقي, فسرعان ما ذبل النبات البري ليسقط طريح الفراش بلا أطراف. مات الحلم الأخير فى الحياة التى لم يعد لها طعم, تركها وحيدة بين نفس الجدران الضيقة التى لم تتسع بفقدان ساكنيها الواحد تلو الاخر.

يوم أن فقدته, نبتت دمعة مستقره فى اعين النوبية التى كانت جميلة.

                             ******

 لم تحتمل تلك العيون ثقل الدمعة الباقية فى مكانها لسنين, وأرتضت بأن تفقد بصرها على ان تزيح الدموع.  تناوب الاهل و الأخوات الزيارة والخدمة حتى أستقرت فى كنف الأخت الصغري الطيبة التى لم يمهلها الزمن الكثير لتلحق هى الأخري بطابور الأحباب الذى فارق الحجرة بلا عودة, لتبقى هى بلا عون.


فقيرة هى وحيدة بائسة, عجوز لا تري ما حولها فى حجرة على الطريق, ليس لها فى الحياة بقدر ما لها فى الموت أحباء.


******
قصة حقيقية


لقراءه تفاعلات اخري مع تلك الشخصية, أقرأ: 
http://ana-we-nafsy.blogspot.com/2007/09/blog-post_22.html


No comments:

Post a Comment