Friday, June 29, 2007

إسكندريتى

أول سلسله هبدا فيها هى
لحظات سعيدة
لأن عمر الانسان مش بالسنين و الايام
انما بلحظات السعاده و الحزن الى بيعدى بيهم, و الى بيتحفروا فى ذاكرتوا للأبد
و لو قعدت تفكر كده فى اللحظات دى هتلاقيهم كلهم على بعض ميجبوش 48 فى عمرك كلوا, الا انهم فعلا يستحقوا انك تعيش العمر ده كلوا عشان تعيشهم
المهم اول لحظم من لحظاتى السعيدة الى هبدأ بيها المصارحة هى أسكندريتى
يالا بينا نتصارح!!
إسكندريتى
حتى تلك اللحظة لم اكن احب البرد ولا فصل الشتاء, ولا حتى الاسكندرية كمدينة. على الرغم من مولدى و نشأتى بها, و لم أكن اعرف مدينه غيرها
من المحتمل ان يكون السبب نابع عن عدم أرتباطها معى بأى ذكريات, أو ارتباطى بها كمكان. ففصل الشتاء ما هو الا مدرسة و أستيقاظ مبكر, و تمنى طويل لعودة فصل الصيف .و البحر ما كان الا انعكاس رمادى لسحاب لا يرمز الا اقتامة روحى. و عدم رغبتى فى هذه السلسله اللانهتئيه من الرتابة و الملل.
أما خلال الصيف,فلم اكن حتى تلك اللحظه قد ذهبت الى اى مكان أثرى فى هذه المدينه, على الرغم من تشوقى لذلك , و لم انزل بحرها
فدوما كان مصيفنا فى الساحل الشمالى. أما الاسكندرية نفسها, فلم تكن تعنى سوى منازل أقاربى و نادى سموحه للتدريب و اللعب.و لذلك أعتقد انى لم ارتبط بالاسكندرية كمكان حتى........ ء
كان صباح جمعة شتوى بارد , ينذر بشتاء صاخب. رياح بلا مطر, سحاب محمل بالمطر, شبورة لا تكاد ترى طريقك منها, سماء رماديه. و كانت دقات الساعةتعلن السابعة, حتى أرتديت ملابسى الشتوية وكوفية صوف حول فمى و انفى, وضعت يداى فى جيبى, و هبطت سلالم المنزل الى الشارع, الذى كان مهجورا لا حركه ولا مشاه تسير
وحدى, وقفت على محطة الترام انتظره, و عندما أتى . صعدت سلالمه و أخترت مجلسى بجوار الشباك, و فى مثل ذلك الجو , كان الزجاج مغلق
يسير الترام متمهل, كطفل صغير يادوب بيتعلم المشى. لأول مره اشاهد الاسكندرية بهذه الروعه, نفس المشاهد التى ألفت مشاهدتها, و لكن الفرق هنا هو انى كنت اشاهد ولست انظر حتى اصل لمحطتى
محطة ورا محطة, تجمع الاصدقاء و صاروا اربعه.تكلمنا عن يومنا المقبل, و شوقنا لهذا اليوم, حتى وصلنا لمحطة (كلية الطب) فقد كان بداية يومنا من هناك, خاصه فى الحديقه التى تطل على الميدان
لحظة لن انساها طوال حياتى و هى تلك المسافه ما بين المحطة و الحديقة, كانت الساعة تقارب الثامنة و النصف, شارع عريض بلا ماره, فاليوم اجازة ولا يوجد اى طلبة بالشارع, أول مره ارى هذا الشارع بلا طلبته
كنت اسير فى بدايه الطريق , عدلت من وضع الكوفيه واحكمت من وضعها حول انفى, و وضعت يداى فى جيوبى, و ابتعدت عن أصدقائى و محادثتهم, وسبقتهم, فلقد سرق عينى منظر الغيوم و هى تحجب نهاية الشارع بتمثال العمود الذى يقف شامخا فى نهايه الطريق و فى وسط الميدان, فقد كانت الغيوم تحاوطنى, و انا اسير ضدها, و كأنى احارب لأتبين طريقى
أتنفس فأرى أنفاسى, احاول التكلم, اجد دخان الصباح يخرج من فمى بدل من الكلام
لم تطرف عينى أو هكذا تصورت , لم اتفوه بكلمه مع احد طوال رحلتى فى الشارع, او هكذا لم تسمع أذناى. و لكن كل خطوه بقدماى , كانت تفتح عينى على التمثال و كانه غايه شديده الاهمية بالنسبه ولى, و تزرع بذره حب للأسكندرية فى قلبى.
لم أدرى لما فى هذه اللحظة وقعت فى حب الاسكندرية, و ادركت ان قدرى هو هذه المدينة
فانى اتخيل ان حياتى يمكن ان تصنف ما قبل هذه اللحظة و ما بعدها, كمثلى عندما اركب الترام و اجاهد لأجلس بجوار الشبالك, و لكنه مغلق اشاهد العالم ولكنى لا اتفاعل معه,و فجاه يفتح الشباك فأتشمم الهواء النقى و البارد يهل منه و يحمل معه رائحة كل بيت تطل عليه عينى
ما بعد ذلك لا يهم, لأن ما حفر فى ذاكرتى كانت تلك اللحظة, و لكنها فتحت امام عينى ابواب عالم رائع يسمى
الاسكندرية

5 comments:

  1. begad gamda gedan ya hobbaaaa 7elwa awy ana mesh 3araf a2olek eih begad ana kont mostatmte3a gedan we ana ba2arah begad esloubek byshed gedan aba2ah atna2esh ma3ky fyh el kessa dyh we e7na ma3a ba3d salam now

    ReplyDelete
  2. اول واحده تعلق على الموضوع, و علق على البلوج يا اميرة, ربنا يستر الاول , و بجد فرحت قوى انك علقتى يا اميرة.
    على العموم يا بطة, انا سعيده قوى بتعليقك
    و يا ريت نشوف بعض بقى

    ReplyDelete
  3. يا يا هبة عارفة أكتر حاجة تثبت نجاحك فى الكتابة بهذا الأسلوب انى فعلا عشت الحالة و كأنى انا انتى ...أعدتى الى لمسة من أجمل ما أحب فى هذا الكون .. الشتاء و ليالى الشتاءو صباح الشتاءو السماء الرمادية القاتمة , الجو العاصف المنذر بالأمطار , البرد و الرياح الشديدة التى تصارع أجسادنا الضعيفة للمضى خلالها .. تلاطم الأمواج على الصخور و روعة الشوارع المبلولة حينما يتسلل شعاع الشمس على استحياء منفذ صغير من بين الغيوم التى تملأ السماء يا ليت العام كله شتاء ...حقا ألف تحية ذكرياتك أعادت لى الكثير من ذكرياتى
    سأنتظر بشوق الصورة الخرى التلى سترسميها و الذكرى التى ستزيحى عنها الغبار
    الى الأمام دائما

    ReplyDelete
  4. بقى انا الى نجحت يا مروة. امال وصفك انتى للشتا يبقى ايه؟
    عارفه انا فى المقام الاول بحكى ذكرياتى دى, عشان اقرب من نفسى اكثر. و اكشفها حته حته
    مع ان عمر الواحد نسبيا صغير, بس انا بحس انى عشت تجارب كتير و مختلفه قاسيه و مفرحه . و على قدر سعاداتى ببعض لحظاتى, و لكن اللحظات القاسيه كانت اقوى, و تكسر الواحد فعلا
    مش هقولك انى اتكسرت قبل كده. بس كنت على وشك, و لأكتر من مرة
    انا طبعا مش هقدر اقيم تجربتى فى الحياة, عشان كده جاءت فكرى مذكراتى دى, عشان اخلى غيرى هو الى يقيمنى.
    لن ممكن كل الكلام الى قلته من شوية ده مايكنش ليه معنى, و انا الى معيشه نفسى فى وهم كبير و مصدقاه

    ReplyDelete
  5. عارفة فيا حاجة اتهزت بعد ما قريت ردك لأنى بجد و الله عندى نفس الاحساس بالحياه و داما فى حوار بس بينى و بين ذاتى لنى دايما بحس ان محدش حيفهمنى او ان دى رؤيه خاصة بيا يمكن محدش غيرى يقدر يشوفها ...بتقولى ان سننا صغير..يمكن...!! بس حاسة اننا عشنا كتيييييييير و يمكن اللى فاضل أقل من اللى فات
    معرفش ليه بس حاسة ان الواحد مر بكتييير أوى و شاف كتيير و اتعلم أكتر لو اتكلمنا عن ازاى عنيينا شايفا الدنيا و بنتعامل معاها من منطلق ايه حنقول كتيير اوى و حنستفيد أكتر
    c u isa
    salam 3lycom

    ReplyDelete