عند البدء فى اعلان ان الفيلم سيعرض فى مهرجان كان, و بدأت القنوات الفضائية فى اذاعة اللقاءات الحصرية مع أبطال الفيلم, شعرت بسعادة لوجود فيلم فى الصيف على هذا المستوى, و عندما بدأ عرضه بالسينمات المصرية, و بدأ سيل الهجوم عليه من الجميع, حزنت بشده ان الفيلم ليس على المستوى, و لكن عندما رأيت الفيلم, و جدته ليس سيئا الى هذا الحد و ليس رائعا كما هيئت لنا الدعاية, فيلم على مستوى جيد به بعض العيوب, قد تكون جسيمه, و لكنه محاولة رائعة لتسجيل ما جرى على ارض الواقع فى الخمس سنوات الماضية, و اعترف انى خرجت من الفيلم مستمتعه بصريا و عقليا
لم يعجبنى البوستر المصرى الذى تم عرضه, فالبوستر الذى تم الاعلان عنه فى مهرجان كان, كان افضل بكثير, بسيط و مركز ويجذب البصر أكثر, اما البوستر الأخر , فملئ بوشوش الممثلين بطريقة مرتبكة, و ذلك يطرح تساؤل عن مفهوم التعامل مع الشعب المصرى فى كل شئ, فدائما و ابدا, المصرى له طريقه مختلفة فى التعامل, فانه غير مستعد ليقبل الأفكار التى قد يتقبلها الاخرون و خاصه عندما يكون الاخرون هم شعوب العالم الأول, دائما له طبيعة خاصه فى الاكل و الشرب و حتى فى السياسه
اعترف ان الفيلم فقد تماسكة فى كثير من المناطق, وقد يرجع ذلك الى اللجوء الى الفلاش باك بكثرة و فى كثير من الاحيان كانت بلا داع, و لكن فى رأيى من اكثر الاشياء التى جعلت الفيلك يبدو مفككا, هو المونتاج, تقطيع اللقطات لم يعجبنى على الاطلاق, لم يكن هناك حس فنى او انسانى عند فواصل اللقطات
قصة الفيلم التى تاهت و كانت بحاجة الى تماسك السيناريو اكثر هى حكاية شنطتى سفر تتبادلان: واحدة تحتوى على
امل شخص فى ان ينجب, و الاخرى تحتوى على رغبة شخص فى الانتقام و انهاء حياة الاخرين, و تدور احداث الفيلم حول رحلة الشنتطان و تبادلهما من حين لأخر, لتفسد تخطيطات صاحبهما, فلا الاول تهنى بزوجته ليلة رأس سنه, و لا الأخر نفذ انتقامه و لكن حياته هى التى انتهت
اما هدف الفيلم هو ان جورج بوش رئيس الولايات المتحدة السبب فى كل الدمار الذى لحق باللأمه العربية, و هو السبب الرئيسى فى جعل الولايات المتحدة الأمريكى بلد الكره و من الشعب الامريكى شعب مكروة, و ان كان لنا عذر نحن شعوب العالم الثالث,فى ما نحن فيه بما يملينا من فساد و قمع و اختفاء الحريات و عدم تمكنا من تنصيب من نرغب فيه فعلا, الا ان الشعب الأمريكى لا عذر له, فهو من قد جاء ببوش الأبن بمحض أرادته الحرة
و اهلا بيكم فى العالم الثالث
اعترف ان الفيلم لم يقل جديدا, و لم يعرض اى معلومة مختلفة, كل ما جاء به يعرفة اصغر طفل فى الوطن العربى, و لكن مهلا..... اليس هذا فيلما عالميا, يعنى الغرض منه ليس اضفاء جديد لنا, و لكن توضيح ما لدينا للعالم الخارجى, ولذلك لا يضرنى ابدا انه ماجاء بجديد
أعترف ان الدعاية المكثفه قد ضرت بالفيلم و لكن على المدى القصير فقط, فنحن دائما نكرة من ان نشعر انه قد وصل احد غيرنا لمدى لا نستطيع الوصول اليه, دعايه مكثفة اموال بلا حساب, مهرجانات عالمية, اكبر بوستر فى شوارع كان, و زمرة من اغلى و المع نجوم مصر, بساط احمر, انه نحن شعوب العالم الثالث دائما نحب من نشعر انه بسيط مثلنا و ليس من هو ينظر لنا من على, كلنا لم يعجبنا الفيلم, ولم يحصد الأيرادات و لكن فيما بعد سنشعر بأهميه هذا الفيلم , لنتذكر سويا ما حدث لأفلام سهر الليالى, عمارة يعقوبيان و حليم, مع الدعاية المكثفة لهذه الأفلام الثلاث, كرهها النقاد, و أخدت شتيمة من هنا للصبح, و لكن الأن يعتبر الفيلمان الأولان من كلاسيكيات الأفلام و نتباهى بوجودهما فى المكتبة المصرية
ملحوظة كده على الماشى:لا أعلم مدى حب الجمهور فى ترك الفيلم قبل خاتمته , فقبل نهايه الفيلم, وجدت نفسى وحدى فى القاعة و الامن ينظر لى نظرة بمعنى , انتى مجنونه يا حرام, يالا يا بت هوينا من هنا, أعلم ان الفيلم بالمقاييس التجارية غلس جدا, ولن يدخله سوى من يرغب فى أمتاع عقله و تشغيله معا, لا أطلب من احد ان يبقى لنهايه فيلم لا يجد فيه غايته, و لكن على الأقل اطلب من ادارة السينما, ان تترك من يحس بالمتعه حتى يشبع, فأنا أتذكر عندما كنت فى فيلم عمارة يعقوبيان, و قبل مشهد النهايه, وجدت أمن السينما يهمسوا فى أذان المشاهدين و يتحركوا فى اتجاه باب الهروب, فهلعت لشعورى بأن هناك خطأ ما, حريق على سبيل المثال, مما جعلنى لم أشاهد مشهد النهاية من الأساس, لأنشغالى بأيجاد احد افراد الأمن لسؤاله, و كانت الأجابة ان الفيلم طويل فالحل ان المشاهديت يخرجوا قبل نهاية الفيلم حتى نستطيع ادخال الحفلة التالية, منطق فعلا يستحق الأحترام و اهلا بكم فى العالم الثالث
........................................................................
تعليق على بعض المشاهد
بدا لى هذا المشهد غير منطقى لحد ما, مع الصرخة العالية التى لا يشع منها اى احساس بالرغبة فى الأنتقام, الى ملابس نيكول سابا- الى ماشيه على الموضه قوى و ضيقة-, و الذى يناقض تشوه وجهها, فانى اقتنع ان التى يتشوة وجهها بهذا المنظر البشع, و تخجل من ان تراه هى ذاتها, لن تكون فى تلك الحالة النفسية الرائعة التى تسمح لها باتداء تلك الملابس الضيفة المتناسقة
************
لم يقنعنى تعبير وجه غادة عبد الرازق عند طلب نور الشريف منها الزواج, لم يبد لى مقنعا, ولا محسوسا, احسست كأنها تريد الأندماج و اخراج احساس قوى, ولكنها لم تستطع او لم يسمح لها اللوكيشن بالتركيز, انا واثقة ان غاده عبد الرازق لديها اكثر من ذلك, و كنت ممنيه نفسى ان ارى تعبير حقيقى بليغ, و يجوز ان هذا التوقع والايمان بقدرتها على تنفيذه, لم يجعانى اتمتع بالمشهد
************
من اطرف مشاهد الفيلم,شوربة الزووووو, مع حجم الوعاء, و خفة ظل محمود عبد العزيز, يذكرنى هذا المشهد بافلام محمود عبد العزيز فى الثمانينيات ,الشقة من حق الزوجة و سيداتى سادتى , شعرت بالجوع عند قراءته لمكونات الشوبة و بالنعاس عندما تثائب,حقيقى محمود عبد العزيز كان واحش السينما, مفتقدة بريقة و الاحساس الذى يتركه لدى المشاهد
************
محمود حميدة:من اكثر الممثلين شعرته اجاد دوره,رجل الشرطة الذى يؤدى واجبه بلا اى شعور انسانى, دوره لا يترك فيك كمشاهد اى علامه ولا يعطى اى انطباع, حتى ملامحة تشبه ملامح رجال الامن و كانه مولود منهم ************
هذا المشهد حيرنى كثيرا,ولكن لنعترف الاول ان دور نو رالشريف و شخصيه( عوضين) ليست شخصيه ارهابية, و لكنها شخصيه منتقمة, متعلمه مثقفه, حدث لها حادث فقررت الانتقام, و لكن ما حيرنى فعلا , عندما قرر الانتقام من المسؤول الاول عن سجن ابو غريب- جميل راتب- فى الفترة الذى كان فيها عوضين فى السجن ,اجابه جميل راتب بأنه هوالذى ساعده
فكرة العدل, العداله التى ترضى المجنى عليه, قد تكون العداله التى اقرها الانسان على الراض, لا تكفى لأازاله شعور المجنى عليه بالرضا او التسامح صحيح انه قد ظلم, و ظلما بيننا, و لكن المذنبون قد عوقبوا, وفى نفس الوقت المجنى عليه لم يشع انه قد اخذ حقه فعلا
و حيرتى الاخرى, هل عدم علم المسئول الاول يعفيه من المسئولية, ام يجب ان يعاقب ايضا لعدم علمه
و لكن فى النهايه, سعدت بظهور جميل راتب فى السينما و انه رغم سنه الكبير لازال له طله على الشاشه
************
مشهد تتر المقدمة وبداية ظهور سلاف فواخرجى, كان رومانسى و حالم جدا, رغم معرفتى بطبيعة دورها فى الفيلم و انه دور كوميدى الى حد ما, و لكن البدايه اعطتنى انطباع اخر , و ان سلاف فواخرجى لن تكون سوى الجزء
الحالم فى الفيلم, و لكن رغم ذلك فقد اعجبنى المشهد و كان كبداية هادية لفيلم ليس حالم
************
موسيقى ياسر عبد الرحمن, كانت رائعة, اضفت جو رائع للفيلم و تترك فيك اثر حتى بعد انتهاء الفيلم, حتى أغنية رووووبى التى تغنى فى نهاية الفيلم, كان اللحن رائعا حتى انى عندما سمعتها لأول مرة, لم اتخيل ان المغنية هى روبى
************
ليلى علوى, كانت بلا تعبيرات للوجه الا فى مشاهد معينه, و لم اشعر كما قيل انها لم تكن فى احسن حالتها, على العكس,لم اشعر بشئ من الضيق و لكنى شعرت الشخصية بكل مافيها, جمود الشخصية النابع من كثرة المأسى التى رأتها و عاشتها او حتى تخيلتها مع طبيعة شخصيتها التى لا تحب ان تظهر مشاعرها و تميل الى اخفائها, و كانت بقمة مشاعرها فى مشهدى تذكرها لحادثة الهولوكست التى قتلت فيها جدتها و جدها و نفذت منها امها, و عندما تم الهجوم عليها بشده فى المؤتمر, استمتعت بليلى علوى
و انتهى الفيلم وهى الشخصية الوحيدة فى الفيلم التى فهمت الراسلة و غيرت بعض من افكارها, و حاولت ان ترى الامور من الزاوية الاخرى, ولكن ما اخذ بعض من تفكيرى, لماذا دائما فى افلامنا العربية, نرغب و نصر فى نهاية افلامنا ان يغير عدونا رأيه, و اننا دائما على حق, فى الحقيقى الفيلم لم يقع فى الخطا الدائم و هو التقليل من شأن اعدائنا او الطرف الأخر , و لكن لماذا تكون الشخصيه المقابلة و هى شخصية ليلى علوى فى الفيلم هى التى تراجع نفسها و تعيد حساباتها, الا يوجد رساله او فكرة يجب علينا نحن العرب ان نفهمها؟؟؟ هل نحن نفهم الأخر من وجهه نظرة ام نكتفى بان نكون على حق ابدا
************
رقصة سقوط بغداد, لا ادرى كيف لا يفهم احد مغزى هذ الرقصة!!! أعتقد ان من افضل الاداء التمثيلى فى الفيلم كان اداء علا غانم فى هذا المشهد دموعها وهى ترقص, محاولها بقائها على قيد الحياه مع الدمار الذى يحيطها وخذلان الجميع لها و تركها وحيدة تواجه مصيرها, و الكل بلا منازع يحاول ان يأخذ منها شيئا حتى العرب لم يهموا لأنقاذها , بل هرعوا لأخذ نصيبهم بلا ادنى شعور بالخجل
حقيقى لم افهم مغزى وجود الجندى الامريكى يتألم معها , و فى نهاية المشهد قتل نفسه, و لكنى سأفهمه يوما ما, اعتقد انه بمعنى ان الامريكان هم من قتلوا نفسهم بأيديهم عندما حاولوا دخول العراق, قد اتفهما كذلك, لولا شعورى بتعاطفا الجندى الاميركى طول المشهد مع علا غانم اى العراق
************
و اخيرا المشهد الصادم لنا كلنا
مشهد تعذيب نور الشريف فى سجن ابو غريب, فى الحقيقة كان مشهد صادم, لانه و لأول مرة نرى الصورة تتحرك, ونرى انسانا يذل صوتا و صورة, وهذا الانسان هو نور الشريف شخص نعرفه, وبهذا تشعر ان احد من معارفك قد يذل, غير احساس انه احد العرب. و لأن المشهد يرجع لنا فترة كنا نخجل من ان نرى وجوهنا فى المرأه
فى الحقيقة لم يكن لدى اى اعتراض على تصوير المشهد و كأن نور الشريف بلا ملابس, و لكن ما لاحظته ان المشهد اخذ من تفكيرى و تركيزى فى احاسيس المشهد الذى يجب ان اشعر بها, حوار داخلى بينى و بين نفسى ان نور الشريف كان يمثل وهو يرتدى شيئأ كما فى اللقطة, و لكن كيف صوروها؟ و ماذا كان يلبس؟ و ماذا كان احساسه؟ و هل كان هو ام فى بعض اللقطات كان هناك دوبلير؟؟ حوار اكيد دار فى ذهن اغلب المشاهدين, مما قلل من استقبالنا للاحساسيس الذى يولدها المشهد