Wednesday, July 30, 2008

رسالة الى جدتى



كانوا عندما يدعوا لكى بالراحة, أحزن. فقد كنت أدرك أن راحتك فى الموت, فى عالم أخر تتحرر فيه روحك من قيود جسد عليل, وهن أعضائه, ورفض معظمها على العمل حتى لو بحد ادنى ليتيح لكى فرصه التنفس


أنانية راحتى على حسابك, كانت هى محركى, كنت أصرخ


"لا تدعوا بالراحة و انما الشفاء.ليست راحتى فى موتها, انما بقائها فى الحياه بجوارى "


فقد كنت أنتى ملاذى, أمانى, الصدر الحنون الذى ارتمى عليه و اختفى داخله من مخاوفى


لا أشعر بالراحة الا جوارك, ولا بالأطمئنان الا عند سماع صوتك


كم تمنيت ان اعطيك عمرى لنتقاسمه, لتعود لك صحتك و لينقص عمرى .... لا يهم


المهم ان نكون سويا, نعيش معا, ولنمت معا


لا يهمنى ان اشب ان اصبح امرأه جميلة, أو شابة حرة, تفعل ما تريد بملئ ارادتها...... و لكنها وحدها..... بلاكى


أحب الى ان اصير طفلة تلهو جوارك, تسمع احاديثك, تتمسح بحضنك, تتأمل ملامحك, كم تمنيت ان تتجمد ملامحى و ملامحك ونظل حبساء أزماننا, ولكن سويا


يا خوفى الأول و الاعظم, خوفى من فقدانك, من ان اصير وحيدة عالمى, وحتى بعد فقدانك, لازلت خوفى الأكبر, خوفى من مواجهة ذاتى بحقيقة عدم وجودك جوارى


أعترف لكى يا حبيبة عمرى, اننى مقصره فى حقك, وانت فى عالم اخر, ولكنه ليس بيدى, فالدعاء لك و الترحم عليك , يتطلب اولا , الأعتراف بفقدانك, ولكنى لست قوية لمواجهة هذا الواقع


"جدتك ماتت من ثلاث أيام, مرضناش نقولك عشان كان عندك امتحان"


كان ردى : "أنا داخله انام" أغلقت بابى و فتحت نافذتى لألقى نظرة اخيرة على الكون و أدركت أن الكون لن يعود جميلا كما كان دوما, اشجاره كأسوار السجن , زرقه سماه بدت كزرقة الموت, كئيبه بارده . الكون أصبح قبيحا , لن اراه يوما كما كان, لن أشعره مره اخرى , واننى سأفتقدتك, سيمر الكثير من الزمان قبل ان نلتقى مره اخرى, وادركت وقتها معنى البعاد الحقيقى


تمنيت فى تلك اللحظة, أن أصبح انسانه تقيه و مؤمنه, و ان هدفى سيكون الجنه, حتى فقط ألقاكى, عذرا ربى, ولكنها كانت انت على الأرض


سامحنى يا رب, فقد كانت هى من لى على الأرض و انت فى السماء


"الموت مش حاجة وحشه, وانا مش عايزاكى تزعلى على, عايزاكى تدعيلى انى اموت, الموت ليه رحمه"

No comments:

Post a Comment