Saturday, September 22, 2007

دمعة مستقرة



نفس العبائة, نفس الطرحة, نفس الكرسى المكسور و المزين بطابعها, لا تتكلم الا حين أكلمها
كلما ممرت عليها, اجدها جالسة فى مكانها المعتاد حتى لتتخيل كإنك ترى مشهد ثابت كل مرة
شخصية ليست ككل الشخصيات, على الأقل فى نظرى
من يوم ان عرفتها, وهى وحيدة, بلا مسكن, ولا زوج, ليس لها فى هذه الدنيا غير ابنها, هو كل مالها, هو سندها, مركز اهتمامتها التى تدور حوله كل الحياة و لا تتوقف
من أن لاخر نرى لها بعض الاقارب يأتون لزيارتها, و لكن الاكثريه هم أصدقاء ابنها, كانت معتزة به و فخورة, كان متفوقا فى دراسته, و قد كان يستحق
كانت كما يقال- طايرة بيه فى السما- فقد كانت ترى فى عينى ابنها الأمل الذى كلما أضاء عينها, تطفئة الأيام, فكانت تبذل قصارى جهدها لكى تسعده, و ليست ككل ام تضحى من أجل ابنائها, فقد كانت تضحى لأنه كان رأس مالها و استثمار حياتها
لم تكن حياتها سعيدة و امنه بالقدر المعتاد, و لكنها كانت على قدر من السعادة يسمح لها بالأستمرار فى الحياة ساكنة حول محورها
حتى كان يوم أختفى محور حياتها , وفجأه, دون ان تستعد لأن تعيش بدون محور يدور حوله فلكها, و كان الزمن توقف عن هذا الحد بالنسبه لها, والان حين تراها, ستشعر انها كانت تحيا من اجل حياة ابنها, اما الان, فهى تحيا لتموت, لتحيا بعد ذلك بجوار ولدها فى حياة اخرى
ومن يومها سكنت دمعة بين عينيها مستقرة هناك بلا حراك, لم تستطع حبسها , لم تقوى على أنزالها,حين تراها الأن جالسة فى مكانها المعتاد و ترى الدمعة اللامعة المستقرة على جانب عينها, ستلخص لك كــــــل الام حياتهاو ستشعر و كانك تريد ان تضمها الى صدرك لتزيل كل تلك الألام , و لكنك لن تفعل , فهناك شئ فى داخلك سيمنعك من الأستمرار, فسيمنعك ايمانها بربها و كبرياؤها

Tuesday, September 18, 2007

القوم الفاسقين

(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
سورة التوبة , الجزء العاشر, الأيه 24
.
الايه دى لفتت نظرى قوى و انا بقراها النهاردة
وجبتلى شوية افكار كده
حاولت ارتبها عشان استعرضها
و ارجو لو فى حاجة تحتاج لتصحيح, حد يقولى
لأنى فى المقام الاول و الاخير لست اهل لشرح ايه ابدا
بالعكس دا انا محتاجة لفهم و تدبر القران جدا
بس ما عالينا
حسبى الله و نعم الوكيل
و ييسرلى انى اقول حاجة
و ما كنش بهلفت
.
و عشان احاول ابتدى صح
الايه دى من سورة التوبة
و سورة التوبه فى مجملها بتتحدث عن الجهاد فى سبيل الله
دى كانت اول ملاحظة لا حظتها فى السورة كمجمل
ان ربنا بيحطلنا القواعد و الأصول للجهاد فى سبيل الله و لرفع راية الاسلام
متى الجهاد - متى الهدنه - متى الجنح للسلم
اين و كيف و لماذا الجهاد؟
و لما دورت على شرح لأسباب نزول السورة و جدت أن
(هذه السورة الكريمة هي من أواخر ما نزل على رسول الله عقب غزوة تبوك أي بعد 22 عاماً من بدء الرسالة والوحي. وكأن هذه السورة تمثل البيان الختامي للدعوة والرسالة وقد نزلت في وقت كان المسلمون يستعدون للخروج برسالة الإسلام إلى خارج الجزيرة العربية والإنفتاح بهذه الرسالة على العالم كله، لذا فإن توقيت نزول سورة التوبة في غاية الدقة والحكمة.)
و لقراءة المقال كاملا
.
ووجدت ان سورة التوبة هى السورة الوحيده التى لا تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم
و السبب
إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان،و سورة التوبة نزلت بالسيف ليس فيها أمان
.
طب ده عن السورة, طب و الايه ايه الى شدنى ليها
بس قبل ما اقول ايه الى شدنى ليها
احب فى الاول انى اشرح الكلمات و بين الاقواس هحكى احساسى بالكلمة
عشيرتكم: اى اقرباؤكم , مأخوذه من العشرة ( و العشرة فى رأيى المتواضع الغير علمى اطلاقا, هى علاقة اعم من القرابة, يعنى تتضمن الاصدقاء و المعارف و كل من تحبه , لأنك لن تعاشر من لم تحببه, ولا ايه)
أموال اقترفتموها:اى أكتسبتموها, واقترف ذنبا اى اكتسبه ( طب و ايه الفرق على كده بين كسبة و اقترفه,اعتقد برضه ان الكسب مقترن بشئ حلال و جاء بفرحة و خير, انما اقترفة , تحسسك بالذنب اكتر منه من الفرحة , بس مش معنى كده ان المكسب ده حرام او حاجة, انما اعتقد هى دلاله للى هيجى بعدها, ان الفلوس دى لما جت, لاهيتك عن دينك, حبيتا اكتر من حبك للجهاد, فبقت ذنب و خطيئة , هترجع يوم تتحسر على انها لاهيتك, بدل ما كنت المفروض تفرح بها)
كسادها: بوارها بفوات ايام المواسم ( يعنى خايف انك مش هتعرف تصدر بضاعتك, او ان معونة تتقطع عنك, او انك ماتلاقيش تاكل)
فتربصوا: فأنتظروا (هى بتدى نفس المعنى, بس ليه ربى حط كلمة تربص بدل انتظار, حسيتها ان الانتظار د ممكن لشئ سئ انه يحصل او شئ جيد. فكرة انك منتظر علاقتها مش حتمية بالقلق و الخوف و الرعب, انما التربص , تحس بجو خوف و قلق و رعب, جو عصابات كده, يعتى تبقى منتظر لشئ سئ و فى نفس الوقت مرعوب انت بتتعامل مع امر ربنا, مش عارف الامر هيبقى افراج ولا اعدام)
الفاسقين: اى الخارجين عن الدين, يقال فسق يفسق فسقا, اى خرج عن حدود الدين و اتبع شهواته ( والكلمة دى بقى عليها كـــل الحدوتة الى تحت)
.
و قبل ما ابدأ برضه
احب انى اوضح شرح الايه على بعضها
و هو ان
في هذه الآية يبيّن لنا تعالى ثمانية أشياء حلال في أصلها (آباؤكم، أبناؤكم، إخوانكم، أزواجكم، عشيرتكم، أموال، تجارة، مساكن) ولكن إذا أحببناها أكثر من رسول الله والجهاد في سبيل الله إعتبرنا فاسقين.
الى شدنى هو الى فات, شرح الايه
ان حاجات حلال, و كلها امورربنا اباحها لنا, تكون سبب فى اننا نبقى فاسقين
طب و هو مين فينا الحاجات الى ربنا (سبحانه و تعالى) ذكرها فى الايه, مش غاليه على الواحد جدا
و ممكن تكون سبب فى تعاسة و ارق الانسان لو مسه ضر فيها
طب فاضل ايه فى الدنيا
اه, فاضل فعلا حب الله و رسولة و الاسلام, و اننا نرفع رايته عاليه
لما قصاد ده نعرف ان المجاهدين فى منزلة اعلى و ارفع عند الله, و فى سورة التوبة بالذات ربنا بيأكد علينا النقطة دى فى كذا ايه و لكنهم بمعنى واحد كلهم
.
طب انا عايزة اعرف, هل انا وصلت لمرحله الفسق؟
طب هو يعنى ايه فسق؟
و ايه شروطة ؟ و يطبق على مين؟
فى بحث بعنوان الفسق و النفاق لفضيلة الشيخ الدكتورعبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
عرف الفسق بمعنين
الفسق بالمعنى اللغوى هوالخروج عن الشيء، أو القصد، وهو الخروج عن الطاعة
و الفسق بالمعنى الشرعى هو خروج العقلاء عن الطاعة، فيشمل الكفر ودونه من الكبيرة والصغيرة
أوبـــــــا
يعنى الفسق ممكن يخرجنى برة دينى
لحد قبل ما اقرا التعريق الشرعى
كنت فاكرة ان الفسق مرحلة اقل من الكفر, زى ذنب, او حتى كبيرة من الكبائر, و لكنى مازلت داخل الدين
انما التعريف الشرعى وضحلى العكس
أن الفسق أعم من الكفر, و ان الكفر يندرج تحت الفسق
و لكن الفسق نفسه فيه انواع, فسق يخرج عن الإسلام، وفسق لا يخرج عن الإسلام
موضوع كبير و للأستذاده من
ده موقع لتحميل البحث
.
لما فهمت بقى رجعت و فكرت
طب ما احنا عارفين ان الجهاد ده فرض على كل مسلم
يعنى احنا مفروض نجاهد فى سبيل الاسلام, فى سبيل الدفاع عن كرامة دينا, و رسولنا, و أمتنا
دى نقطة
و النقطة التانيه, فكرة حب الرسول و الاسلام فى قلوبنا مقدارة قد ايه
اه, ما كلنا بنحب الرسول. محدش هيقول غير كده, و نبقى كلنا صادقين
و لكن المقدار
فى فيلم منتهى اللذه
كانت سعاد نصر(الله يرحمها) فى دور الخادمة بتتكلم مع مخدومتها, عن حبها للرسول
و ان الى مش بيحبه اكتر من اهله, مايبقاش لسه عرفه
بجد كنت فى الاول بستغرب, و بحس ان المشهد ده اوفر(مزودنها) شويتين
ما هو مش معقولة واحده قاعدة على البحر مع ناس بيتكلموا و يهزوا و فى الوسط دماغها تروح لبعيـــد كده
بس دوقتى انا مش مستغربة, حاسها كانت لحظة صادقة بجد و فى مكانها المضبوط
.
النقطة التالته بقى
هل كل من يتكاسل عن الجهاد لن يدخل الجنه؟ هل يخرج من الدين؟ هل يعد من الكافرين؟ام من المنافقين؟ ام من الفاسقين؟
حاساها واجعانى قوى كلمة فاسقين دى
النقطة الرابعة و الاخيرة بقى
ايه الحكم و الميزان الى نوزن و نعادل بيه, بين الهمة فى الدفاع و الجهاد فى سبيل الله, و بين طاعة ولى الام, و هو الى فى زمانا ده يحل محله رئيس الدولة, و سياسة الدولة الى بتقول اننا مش هنحارب تانى خلاص
جايبنها من الاخر يعنى
نطبق انهى قاعدة, الجهاد ولا الطاعة؟
هل ولى الامر , يحتمل الذنب, ولا هنشيل جزء من المسئولية؟ ولا مسئولين بالكامل؟
ايه التصرف؟
و مش هدخل فى مجادلات من نوع ما هو رئيس الدوله ده احنا الى بنرشحه؟ مادام مش عاجبنا سياسته, احنا الى هنغيرة, و نجيب الى يحقق القاعدة الاولى, و التانية
لو حد عنده اجابة, او حاجة يساعدنى بيها, انى افهم, يبقى خدمنى و ريحنى

Saturday, September 15, 2007

علامة

" قل لا يستوى الخبيث و الطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون"
سورة المائدة, الاية 100
الاية دى علامة ليا من ربى, كنت طلبتها منه( سبحانه و تعالى)
كنت يائسة من احوالى فى عملى, و تايهة, يا ترى انا صح, ولا غلط؟ كنت بقول لربى , ان اغلب الناس الى حواليا عكسى, و مش بيقدروا طريقة تفكيرى و معالجتى للامور, اغلبهم ساكتين, راضين, قانعين, و انا الى بتكلم و بطالب بالعدل و النظام و الحق- حتى لو كلام ما بينا-
سألت ربى هل افضل زى ما انا, ولا ابقى زى الى البقية الى حواليا!
و ربى عارف و انا قلتلوا , انى بجد ما بعملش كده , و بحاول انى اقف قدام الغلط الا علشانه هو بس, انما لو على, انا عارفة نفسى , كده كده هعمل الى بيطلب منى و خلاص, و ابذل فيه اقصى مجهودى. انما انا عايزة الصح عشان اخلص ضميرة قدام ربى, و اكون حاولت اعمل حاجة من الى عليا
طلبت ما بين صلاتى, علامة,اذا كنت فى الطريق الصح فى طريقى , الى يرضى ربنا, ولا لاء, اغير السكة الى انا ماشية فيها
فتحت المصحف لأكمل قراءاتى للقران, مكان اخر ايه وقفت عندها
معرفش ليه فوت ايه لسه مقرتهاش, عنايا ماجبتهاش, ماشفتهاش, و لقيتى مشدوده لأيه 100 , هى دى الى عنيا قريتها
حسيت ان الايه دى ليا انا, ربنا بيوجهالى انا فى اللحظة دى, ربنا بيقولى ان مش كل الناس بتتساوى, مش كلنا عندنا نفس المقدرة على فعل كل الافعال, فى ناس طيبة و ناس خبيثة او غير صالحة للمهمة الى مطلوبة, و اوعى تعجبك كثرة الناس الخبيثة دى, و ما يهزيكيش كترتهم حواليكى, لانها هى دى الدنيا , اتقى ربك, و عقلك هو طريقك, لمعرفة الصح من الخطأ, حكمى عقلك, هيوصلك ان شاء الله, يمكن تفلحى
(( بحبك قوى يا ربى, و انت عارف))

Thursday, September 13, 2007

فلسفة سواق


- تـــــاكسى, الفنون الجميلة يا أسطى

- أتفضلى

- شكرا

و كالعادة حاولت ادخل التاكسى فى سرعة و صعوبه نتيجة الجيب الجينز

- براحتك يا هانم

- شكــرا

فى هدوء الصباح الجميل, و جو الخريف الدال على دخول المدارس, و ما يثيرة فى النفس من ذكريات و هدوء و سكينة, سار التاكسى بهدوء, بصاحبة ذو الخمسين ربيعا و الشعر الابيض, طويل القامة, رفيع الجسم, بأبتسامة هادئه , قلما تراها فى سائقى التاكسى

بضعة امتار, و تقف سيدتان , فلاحتان, يرتديان الجلباب الاسود, بنقاء الطبيعة و هدوء النفس التى خلفته الجلباية على نفسهما و وجهما

مدت السيده الكبيرة فى السن يدها لتوقف التاكسى, و قبل ان تقول المكان التى تريد الذهاب اليه, كان التاكسى قد ركن على جانب الطريق, امامهما مباشرا

- شارع الترعة يا اسطى؟

متفكرا بعمق, و بعد طوول تردد

- و الله يا ست مش سكتى, معلش اصلوا بعيد عليا

و تركناهما خلفنا فى هدوء, و بعد فترة قصيرة من الصمت

-اصل شارع الترعة ده, كبيـــر قوى, ده قد شارع الترام ده كله من هنا لهنـــاك

- اه, قد طريق البحر كده

- بحر!! ايـــوه قده كده, انت عارفة شارع الترعة ده؟

- لا , و الله, انا اول مرة اسمع عنه

- اه, ما انا قلت برضة, بصى هو شارع كبير قوى كده, بس انا مقدرش اروح هناك, الشارع هناك مستحيل تمش فيه

- من الزحمة اكيد, اصل الزحمة دى حاجة لا تطاق فعلا

- لا مش الزحمة !!! انما الشارع مدغدغ, ما تعرفيش تمشى فيه خطوة واحدة

- هما لسه... ما هو المحافظ..... بس لما يتسفلت الشارع اكيد هيبقى كويس

- لا كويس ولا حاجة, برضة مش هينفع يتمشى فيه

- ليه؟؟

بأسى و حسرة قال


- الناس......
اصل الناس الى ساكنين هناك, زى شارعهم


و صمـــــــــت

.

جملة فى الصميم, وبلا ادنى تعليق

Tuesday, September 11, 2007

موظف بجامعة مصرية


عندما تكون مسئولا عن تعليم طلبة الجامعة, حرية أبداء الرأى, و انت ذاتك مقيد بسلاسل داخل سجن مفتوح

عندما يطلب منك ان تشرح لهم, و انت نفسك لا تعرقف حقوقك وواجباتك

عندما تسير متخبطا فى دروب السلك الجامعى, و متاهات البيروقراطية الإدارية

عندما لا يهتم أحد بتعليمك ما لابد لك من تعلمه

عندما لا يعلم أحد القوانين التى تحكمة فى عمله

عندما من يعلمها يخفيها, لأنه من الأفضل له أن تسير معصوب العينين, مشدود بقيد يمنعك من حركة المطالبة بحقك

عندما تتكلم بحرية, تغضب, تشتم, و تسب كل من يرأسك, على شرط, ان لا يكون فى وجوههم

عندما تكون مطالبا ان تضحك فى وجه كل من قهروك, تبارك لهم بحلول الشهر الكريم, وتجرى عندما تؤمر منهم بشئ, لتنفيذة

عندما تخاف ان يغضبوا عليك, ليس لأنك منافق, أفاق. فقط, لأنك لا تعلم طريقة قول كلمة لا, لم تتعود عليها , ولا تعرف متى ولا كيف تقال

عندما تخاف ان تخطئ, فتتركهم يخطئون

حين تحس بتلك المشاعر.... فأبشر, انك

موظف بجامعة مصرية


الصورة من موقع