رجوعا لسلسلة اللحظات السعيدة, بعد انقطاع دام موضوعان, عن السينما, و لكن السينما جزء من تكوينى, و لكن ما علينا
هرجع النهارد بــ
وحدى لكن ونسان
.
من أكثر عيوبى أثارة لغيظى, هو إحتياجى الدائم لرفيق يصاحبنى و يساندنى فى أى شىء, بدونه لا استطيع فعل ما اريد
فكم من مرات, لم اقدم على فعل شىء اريدة, او البدء فى طريق, لعدم وجود هذا الرفيق. كم فقدت من حياتى , فرص و تجارب , كنت اود ها و اتمناها. لعيب بى و هو استمدادى قوتى من طرف اخر
حاولت مرارا معالجه هذا العيب , و لكنى كنت انجح مرة, و مرات لا يحالفنى الحظ
.
من اكثر المرات خلودا بذاكرتى, ذلك اليوم الذى قررت فيه ان اكونانا رفيقتى انا, فى مشوار نختاره سويا .... وقد كان
كنت اريد شراء د. علاء الاسوانى الجديده (شيكاغو) و كانت قى معرض الكتاب بسان مارك, الروايه كانت ب18 جنيه, و لم يكن معى سوى 20 جنيه فقط. و مع ذلك قررت ان انزل لشرائها
أرتديت ملابسى. نزلت الشارع و قد كان الجو ربيعى مارسى هادئ يحمل الوان الربيع . وقفت على المحطه , انظر الى الزهور البريه الصغيرة الصفراء, الذى تزهر بين قضبان الترام. والذى يكون عمرها ايام قليله. فتشعر و انها تخبرك, انظر لى.. استمتع بى.. فانا لن ادوم الا لايام قصيرة, و انا هنا لك. فلا استخدام لى الا لتسر عيناك
نظرت حولى , فوجدت جوارى سيدتان عجوزتان يتحدثان عن كل ما يتحدث به اى سيدتان فى مثل عمرهما. و لكنهم امتعانى بحديثهم البسيط الذى يحمل بين طياته خبرة سنين. اركانى عندما تحدثا عن رغبتهم فى سرعه الذهاب للسوق و تاخر التام, لرغبتهما فى سرعه شراء السمك و العودة لطبخة. و اضحكانى عندما تحثا عن بنت الست امينه و اولادهل العفاريت و مشاكلها اليوميه مع زوجها .
و عند مرورالترام المقابل محملا بطالبات الثانوى-فقد كانت الساعه تجاوزت 12- . و الطالبات وقفن ينتظرنالترام القادم على امل ان يكون به منفس و ليس منفذ.منهم من جلست على رصيف الترام, و من يتحدثن بصوت مرتفع. تعجبتا السيدتان جوارى من افعالهن و صوتهم , و تبرما و قالا( دا احنا ماكناش بنات بقى) وددت ساعتها بمصارحتهن- انهما بالتاكيد لم يمرا بتجربه فصل به 50 طالبه, او انتظار الترام لمده نصف ساعه, و المعرفه المسبقه بانه لابد وان يكون مزدحما, او رحله عوده تستغرق على الاقل ساعه فى جو لا يرحم.-. و لكنى أثرت بالاحتفاظ برأيى لنفسى, حتى لا اقطع حميميه و طبيعيه حوارهما
جاء الترام و انتهت مهمه هاتان السيدتانفى يومى, ركبت الترام حتى وصلت لمدرسه سان مارك, دخلت المعرض و اشتريت الكتاب, تحادثت مع بائع الكتب حول قصور الاعلانات عن الندوات الادبيه. و تأسف للوضع. نقلت جدول الندوات و غادرت المعرض
كنت سأركب الترام, ولكن عند خروجى من المدرسه, و لكن هزنى هواء الربيع الاتى من اتجاه البحر, و تذكرت ان الترام فى هذا التوقيت سيكون قاتل, ولا ليله الحشر. فقررت السير على كورنيش البحر
ترددت للحظات كونى وحدى
و لكنى حسمت امرى, وتذكرت انى برفقتى, واننا سويا, و انطلقت
.
لم اشعر بهدوء الاعصاب و راحة البال و سكينه النفس, كما شعرت يومها. فهذه اول مره بعمرى اسير فى هذه المنطقه, مع انى قضيت بها سنوات تعليمى كلها-15 سنه امر يةوميا اما هذا الشاطئ و لكن من وراء الزجاج
مع كل خطوة, كنت اشعر وكانى اترك بصمتى بالمكان, كل خطوة كانت تشعرنى بالثقه فى ذاتى, وانى استطيع ان اكون وحدى
عندما اتعب, كنت أجلس اتامل البحر و الروايه و الناس المجاورة لى. كنت اسير و اشاهد الناس الجالسين على
البحر , واتخيل حكايه كل منهم
.
فهناك الحبيبان الصغار, بملابس المدرسه, يداهما فى يد بعض, لا يشعران بأى خوف او حزن. جل امرهما كونهما سويا. ابتسامه صافيه لا يعكرها شىء. و تساؤلت هلى يدور بمخيلتهما, ان الاعوام القادمه, لن يتذكرا هذه اللحظات, ولن يتذكرا بعضهما
.
و هناك الحبيبان المسئولان, فهما مخطوبان-قطعا هما كذلك- ابتسامه رضا عن ما انجزاه كونهما فى مستهل اقامه اسر. بدون شك الخطيب تارك عمله حتى ينعم بهذه اللحظات مع خطيبته. مادار فى ذهنى ساعاتها. ترى بعد عده اعوام, بعد ان تاخذهما دائرة الحياة و الزواج, هل سيدور فى مخيله هذا الرجل, ان يترك عمله مره اسهاما منه فى اسعاد زوجته؟!!! و
.
هناك السائحة ذو الشعر القصير الاشقر, و الملابس السوداء, تخطت سور الكورنيش, لتجلس على بلوكات الخرسانه المقابله للكورنيش. عينها تعلقت بالبحر, لا تخفضهما.و كان البحؤ الهمها بشىء, او ذكرها بذكرى معينة. حتى انها الهمتنى لألتقط لها صورة من وراء سور الكورنيش. تسائلت وقتها. ما الذى يفعله البحر بنا حنى نظل مشدوهين له هكذا
.
و هناك ايضا الاب الذى يصطحب ابنه الصغير ليريه البحر و الكورنيش, و الاسكندريه فى الربيع كيف تكون. الطفل يريد الصعود على سور الكورنيش للسير عليه و الاب اعترض فى البدايه حتى وافق تحت الحاح الطفل -من منا لم يرغب فى السير على السور و هو صغير ولا ادرى لماذا. يجوز حتى نشعر اننا طوال القامة و كبار, و من من ابائنا وافق على هذا الطلب؟- الطفل يحمل ابتسامة و الاب سعيد بسعادة طفلة. تمنيت لو كنت ذلك الطفل, و يكن هذا الرجل ابى
.
كان يوجد مجموعه الشباب بكرة القدمو الماتش المشهور والعرق الذى يسيل على الجبين و الخناقه المعتادة و السعاده الغامرة
.
فقد شعرت فى تلك اللحظه بالسعادة القصوى, من المحتمل لأنها تحمل قدر سعادة و ابتسامات لا حدود لها
.
لا ادرى لما شعرت بان الحياة لها اوجه كثيرة سعيده. و بان السعاده متاحة و للجميع و لكن يجب ان تفتح عقلك, و قلبك , وروحك, اتعدادا لأستقبالها. و قررت انه ما ان كتب لى من لحظات وحدة, فقد عرفت الطريق